انتشرت تجارة الأطفال رواجًا على الحدود اليمنية السعودية، حيث يتم استغلال أولئك الأطفال فى أعمال غير شرعية كالتجارة وتهريب القات و تهريب المخدرات و التسول فى شوارع المملكة

و هناك تقرير لمنظمة الأمم المتحدة للأمومة والطفولة (يونيسيف) أعدته بالتعاون مع وزارة الشئون الاجتماعية اليمنية، على ضرورة أن تضع اليمن حدًا لتجارة الأطفال فيها وإيجاد حلول جذرية تحول دون تهريبهم إلى السعودية، والتى تعد المتضرر الرئيس على المستويات الاجتماعية والاقتصادية، لافتاً إلى أن تجارة الأطفال فى اليمن تجرى بموافقة من الآباء تصل نسبتها إلى 8ر81 %، لكن 3ر95 % تتم دون رغبة الأطفال أنفسهم.

وأوضح أن عملية تهريب الأطفال فى محافظتين يمنيتين محاذيتين للمملكة هما حجة والمحويت، منوها إلى أنه وبالرغم من أن القانون اليمنى يعرف الطفولة بمن هو دون الثامنة عشرة، إلا أن اليونيسيف اختارت أن تجرى دراستها على من هم دون 15 عامًا، عملاً بالتطبيقات الحالية لقانون الطفل العالمى.

وأوصى التقرير بتشجيع التعاون بين الدول المعنية لتحسين الأداء الأمنى لمحاربة تجارة الأطفال، والاستغلال، وإبرام اتفاقية تعاون بين اليمن والدول المقصودة بالهجرة كشرط مسبق لإعادة ترحيل الأطفال، والشروع بإعادة النظر فى القوانين الوطنية المتعلقة بحقوق الطفل لملاءمتها مع معايير التشريعات الدولية، ودعم برامج التنمية الاقتصادية فى الأقاليم

وهناك الكثير من القصص الذي تحكى عن واقع الأطفال الذي تمت المتاجره بهم  ومن ضمن هذا القصص قصه حصلت لمغترب يمني

يقول فيها نزلت  إلى الشارع ولم يكن صعبا الوصول إلى طفل متسول فهو الذي يركض نحوك ما أن يرى يد تمتد ترفرف بها ورقة من عشرة ريالات، اقترب وبانت معالمه الحزينة وجه يحطمه التعب ولا بريق طفولة في عينيه وخدوده الخشنة ويده بها جروح واضحة،

سألته وأنا أمسك طرف الورقة النقدية :"أنت من وين (أين)؟" قال "أنا جيزاني" قلت :"لا أنت من اليمن صح؟" قال "ايوة (نعم)"، طلبت أن يتوقف لأعطيه ملابس معي فنظر طويلا في وجهي وداخل السيارة ثم هز رأسه بالإيجاب.

  المنطقة التي كان يتسول بها هي تقاطع طريق العليا العام مع موسى بن نصير (في الوسط التجاري)، توقفت حتى قدم سألته وأنا أناوله الملابس "كيف وصلت المملكة؟"، قال :"مع واحد قريبي مشينا إلى أبو عريش وهناك أخذنا مهرب إلى أطراف الرياض قبل نقطة التفتيش نزلنا هناك ومشينا لين الرياض"، سألت "كم يوم هذه الرحلة؟"، قال "10 أيام"، سألت "هذا بعد الحرب في صعدة؟" قال "لا قبلها ما أقدر أرجع الآن من يطلع من البلاد (اليمن) ما يقدر يدخل لها مرة ثانية الحدود يقولون صارت صعبة مرة"، قلت له "من قال لك إنك لا تستطيع العودة لليمن وإن الحدود صعبة ولا تستطيع العودة لمشاهدة أهلك؟ من يكذب عليك ويقول لك ذلك؟" نظر لي طويلا ينتظر أن أكمل حديثي وقد ارتبك من كلامي وقال "قرايبي يقولون لي كذا"، فقلت له "لأنك تحضر لهم المال لا يريدونك أن تعود لأهلك إنهم يستغلونك ويخدعونك".   لحظة صمت تأملت فيها وجهه المسكين وعينه التي تغالب دمعه وسألته "هل تسمع عن أطفال يخطفون؟ هل أنت مخطوف؟ هل هناك عصابات تخطف الأطفال للتسول؟" خاف الصبي مني وقال "أنت شرطي؟؟ أنا لازم أمشي"، عرضت عليه خمسين ريالا إذا استمر في الحديث فوافق وقال "أنا أتيت مع قريب لي لكني أعرف أن فيه ناس يخطفون أولاد من القرى في اليمن ويجيبونهم السعودية في الرياض أبها وجدة يشحذون، وينامون في عزب لهم (غرف خاصة بهم)" سألت :"هل يستغلونهم؟"، فلم يفهم سؤالي فقال:"ايوة يشغلونهم في شوارع محددة ويأخذونهم في الليل"، سالت:"أنت وين تنام؟ وكم دخلك في اليوم" فقال "مسجد قريب من هنا أنام فيه، واعمل في اليوم 200 ريال ومرة جبت 500 ريال".

وهذا من الأمثلة البسيطه الذي يعاني منها الطفل اليمني المتاجر به